Home » » البرلمان الجديد !

البرلمان الجديد !


| محمد اقميع |

في الوقت الذي تتكاثف فيه جهـود تيارات "الاسلام السياسي" وتتوحّد مليشياتهم وقياداتهم بمختلف توجهاتهم من أجل بسط سيطرتهم السياسية والعسكرية على البــلاد... ينهمك من يوصفون بـ "التيارات المدنية" على تقسيم "البرلمان الجديد" إلى كتل جهوية وقبلية متناحــرة، ليكون البرلمان الجديد مستنقع للتطــرف القــبلي والجهــوي بعد غيـاب المتطــرفين دينياً، وأولى تلك الكتــل التي ظهــرت على السطح كتلة "الفيدراليين" أو ما يسمى بنواب برقة وكتلة الجنوب... وجاري تحشيد وجمع رؤوس نواب الكتل القبــلية الأخـــرى...!

ووسط هذا التحشيد والاصطفافات القبلية للنواب الجدد سيولد هذا البرلمان ميتاً، تمزقه النزاعات الجهوية والقبلية ... وطبعاً، لن يكون لـ "ليبيا" وجــود تحت قــبة البرلمان الجديد بل استمرار لمسلسل الكانتـونات الليبية المتناحــرة.

ولهذا السبب توصـف "التيارات الاسلامية" بأنها الأقوى والأكثر تنظيما، فقط، لأنهم يعمــلون ضمن أولويات أهمها (احـكام السيـطرة على البـلاد ثم اقتسام الغنائم) أما معــارضيهم ممن يسمون أنفسهم بـ "التيار المدني" فقـــلوبهم شتى ولا مشروع وطني حقيقي يجمعهم عدا اجنــداتهم القبــلية والجــهوية...!

لا يتحرك "الاسلام السياسي" إلا في بيئة الانقسامات الجهوية والقبلية، وهي وسيلتهم الأكثر نجاحاً لإحكام سيطرتهم على البلاد. وأقرب مثال لدينا انهم استطاعـوا أن يقـنعــوا الرأي العام بأن الحـرب المشتعـلة حالياً في طرابلس هي حرب قبلية ما بين مصراتة والزنتان، حتى لا يتدخل بقية الليبيين لإيقاف هذه الحرب المجنونة واحباط مشروعهم، وليرفع الشعب المتضرر من عبث المليشيات شعار اللهم اضرب الظالمين بالظالمين.    
...


...
محمد اقميع
m.egmia@yahoo.com

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Recent Posts Widget

" Weapon of paranoia"

إعلام الكراهية

كيف يرتب الإعلام أولوياتنا؟