Home » » لم يعد يهم الليبيون ما يحدث لليبيا طالما القبيلة أو الجماعة الدينية بخير.

لم يعد يهم الليبيون ما يحدث لليبيا طالما القبيلة أو الجماعة الدينية بخير.

        ليبيا أصبحت من الماضي منذ أن تحول الشعب الليبي الى مجرد قطعان من القبائل والأقليات العرقية والدينية المتناحرة. وبالتأكيد، ليس السلاح هو المشكلة، وانما الانتماء والولاء القبلي والجهوي والطائفي...
   
       لأنه لم يعد يهم الليبيون ما يحدث لـ "ليبيا" طالما أن القبيلة أو الجماعة الدينية بخير، وان ادعى كل فصيل حرصه على وحدة البلاد في شعاراتهم المُعلنة.
     
      فالبلد الذي يعتمد مبدأ المحاصصة العرقية والجهوية، وتستفحل فيه الإنتماءات والصراعات العرقية والقبلية الجهوية والايديولوجية، لا يمكن أن يكون إلا ساحة للاقتتال والتناحر والسلب والنهب، حتى يطمئن قاطنوه الى خارطة جديدة تتربع فيها كل قبيلة أو جماعة دينية على نصيبها من هذا البلد.

       على مدى أربع سنوات يتعاطى الليبيون الأحلام والتسويفات بأنهم مقبلون على مستقبل واعد زاهر بالخيرات وأن أرضهم ستغدو قطعة من جنات النعيم الأرضي. وأن "الثورة المزعومة" هي أكسير الخلد والسعادة الأبدية، لا حدود لذلك للحلم الذي لا يمثل إلا حالة فرار هستيري من مواجهة الواقع كما هو والتعامل مع مشكلاته أو على الأقل محاولة انقاذ ما يمكن إنقاذه وهو ما دفع الآلاف للهجرة حفاظاً على حياتهم وحياة أطفالهم ودويهم. 

آما آن الآوان لمواجهة الحقيقة، وهدم جدران الوهم؟
فلن تجدي نفعاً حالة الفرار والنكران ... فلنكن واقعيين ...!

فإن ليبيا ستصبح فعلاً من الماضي.. 
لأن البشر لا التراب ما يحفظ للأوطان وحدتها وبقاءها!

فإما الانتماء والولاء للوطن، فيعم البلد السلام والطمأنينة ونستعيد هويتنا الليبية الجامعة ...
أو الإحتماء بولاءاتنا وانتماءتنا الصغرى الجهوية والعرقية أو الأيديولوجية ...
فتستمر حروبنا وتناحرنا إلى الأبد. 


محمد اقميع

0 التعليقات :

إرسال تعليق

Recent Posts Widget

" Weapon of paranoia"

إعلام الكراهية

كيف يرتب الإعلام أولوياتنا؟