حكومة طرابلس الانفصالية

محمد اقميع |

إعلان الإخوان عن حكومة "الحاسي" الانفصالية في طرابلس، ليس بالأمر المستغرب، فالمعروف أن جماعة الإخوان المسلمين لا يمكنها أبداً تقبل فكـرة "الوطن الموحد" وهي جماعة لا تنشأ إلا في بيئة من الانقسام والتشظي الجغرافي والمجتمعي، فإنهم لم يشعروا بالطمأنينة والاستقرار في دولة السودان حتى اصبح "السودان" دولتان منفصلتان.

وفي فلسطين ظهرت حركة حماس الإخوانية لتقتطع جزء مما تبقى من الأراضي الفلسطينية ولتبدأ معاناة الفلسطينيين من التشرذم والانقسام، وفي مصر تتشبث الجماعة برئيسها السابق ولازالت حتى اليوم ترفع شعار "مرسي رئيسي"، وتعمل دون كلل على زرع الفتنة والانقسام ما بين أبناء الشعب المصري.

وفي العراق شارك الإخوان جيش الاحتلال الأمريكي في الإطاحة بنظام صدام حسين، وكان لهم دورهم الفاعل في زرع الطائفية وتفتيت العراق وبمباركتهم تم انفصال اقليم كردستان، وما فعله الإخوان كذلك بأفغانستان التي أصبحت أثر بعد عين..!

فلو لم تفعل الجماعة في ليبيا الشيء نفسه لما كانوا اخوان أصلاً؛ فهم جماعة لا يدخلوا بلداً مسلماً إلا وأعدوا ما استطاعوا من معاول الهدم والتقسيم والتفتيت.

وأما  هذه الحشود من قطعان المؤيدين في الميادين فقد كان الأحرى أن تصطف خلف صناديق الاقتراع لتنتخبهم؛ ان كانوا صادقين في تأييدهم لهم؛ ولكنها في الحقيقة  لم تكن إلا جزء من مشروع الاصطفافات الجهوية والقبلية التي اختلقتها هذه "الجماعة" من أجل تكريس حالة الاقتتال والانقسام ما بين الليبيين.  

وبإختصار ان ما يحدث في ليبيا هذه الأيام هو مُنتهى العبث والجنون ... ولن تسمع صوت للعقل والحكمة وسط دوي المدافع والصواريخ، خصوصا وقد انهارت كل القيم الاخلاقية والإجتماعية وحتى الدينية بعد أن أصبح الدين طرفا في هذا الصراع والاقتتال الهستيري على السلطة..! 


***
محمد اقميع